أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة 22 أكتوبر 2021م للدكتور خالد بدير “النبي (صلى الله عليه وسلم) معلمًا ومربيًا”

خطبة الجمعة القادمة 22 أكتوبر 2021م : النبي (صلى الله عليه وسلم) معلمًا ومربيًا، للدكتور خالد بدير، بتاريخ: 15 ربيع الأول 1443هـ – 22 أكتوبر 2021م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 22 أكتوبر 2021م ، للدكتور خالد بدير :  النبي (صلى الله عليه وسلم) معلمًا ومربيًا :

 

و لـ تحميل خطبة الجمعة القادمة 22 أكتوبر 2021م ، للدكتور خالد بدير: النبي (صلى الله عليه وسلم) معلمًا ومربيًا ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 22 أكتوبر 2021م ، للدكتور خالد بدير : النبي (صلى الله عليه وسلم) معلمًا ومربيًا ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

و للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

 للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

و للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

و للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 22 أكتوبر 2021م ، للدكتور خالد بدير : النبي (صلى الله عليه وسلم) معلمًا ومربيًا : كما يلي:

 

أولًا: النبيُّ المُعَلِّمُ صلى اللهُ عليه وسلم

ثانيًا: الأساليبُ التعليميةُ في المدرسةِ النبويةِ

ثالثًا: الاقتداءُ بالنبيّ صلى الله عليه وسلم في التربيةِ والتعليمِ

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 22 أكتوبر 2021م ، للدكتور خالد بدير : النبي (صلى الله عليه وسلم) معلمًا ومربيًا : كما يلي:

 

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليه ونستغفرُهُ ونؤمنُ به ونتوكلُ عليه ونعوذُ به مِن شُرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا؛ ونشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأنّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلى اللهُ عليه وسلم.أما بعدُ:

أولًا: النبيُّ المُعَلِّمُ صلى الله عليه وسلم

لا ريبَ أنّ مهمةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إنما هي تعليمُ أمتهِ ودلالَتُهُم على الخير. قال تعالى: { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } [الجمعة:2]. ونحن نعلمُ جميعًا أنّ نبيَّنَا صلى الله عليه وسلم بُعِثَ في مجتمعٍ كان يعجُّ بالفساد ؛ فطهّرَ اللهُ به البلادَ والعبادَ ؛ وملأَ العالمَ كلَّهُ صلاحًا. يصورُ ذلك جعفرُ بن أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه في كلمتِهِ أمامَ النجاشيِّ قائلًا:

” أَيّهَا الْمَلِكُ كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ؛ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ؛ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ؛ وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ؛ وَنُسِيءُ الْجِوَارَ؛ وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنّا الضّعِيفَ؛ فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتّى بَعَثَ اللّهُ إلَيْنَا رَسُولًا مِنّا، نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ؛ فَدَعَانَا إلَى اللّهِ لِنُوَحّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ؛ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ وَالْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدّمَاءِ؛ وَنَهَانَا عَنْ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزّورِ وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ وَقَذْفِ الْمُحْصَنَاتِ؛ وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَنَا بِالصّلَاةِ وَالزّكَاةِ وَالصّيَامِ؛ فَعَدّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلَامِ “.(سيرة بن هشام).

ويقولُ الكاتبُ والمؤرخُ الإنجليزيُّ توماس كارليل عن العرب:

“هم قومٌ يضرِبون في الصحراء، لا يُؤبَه لهم عدة قرونٍ، فلما جاءهُم النبيُّ العربيُّ، أصبحوا قِبْلَةَ الأنظارِ في العلوم والعرفانِ، وكثروا بعدَ قلةٍ، وعَزُّوا بعد الذِّلةِ، ولم يمضِ قرنٌ حتى استضاءتْ أطرافُ الأرضِ بعقولهِم وعلومهِم” .أ.ه فالرسولُ صلى الله عليه وسلم بُعِثَ معلمًا للبشريةِ كلِّهَا، وهو القائلُ: “إنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا، وَلَا مُتَعَنِّتًا، وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا” . ( مسلم ).

لذلك كان أفضلَ معلمٍ؛ حيثُ ترى الدراساتُ التربويةُ أنّ أفضلَ طُرقِ قياسِ مستوى المعلمِ تقييمُ طلابهِ، ولو اعتمدنَا هذه الدراساتِ لتوصلنَا إلى أنّه – عليه السلامُ – أعظمَ مربٍ ومعلمٍ، فعن طلابِه وتلاميذِه قال تعالى: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران:110].

ثانيًا: الأساليبُ التعليميةُ في المدرسةِ النبويةِ

لقد تنوعتْ الأساليبُ التعليميةُ والتربويةُ والدعويةُ في مدرسة الحبيبِ محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – , وذلك حسبِ مقتضى الحالِ والأشخاصِ والزمانِ والمكانِ, ومن هذه الأساليبِ:

الأسلوبُ العاطفيُّ : فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : ” إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا ، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا : مَهْ . مَهْ . فَقَالَ :

ادْنُهْ ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا . قَالَ : فَجَلَسَ قَالَ : أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ ؟ قَالَ : لَا . وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ . قَالَ : وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ . قَالَ : أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ ؟ قَالَ : لَا . وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ : وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ . قَالَ : أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ ؟ قَالَ: لَا . وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ . قَالَ:

وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ . قَالَ : أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ ؟ قَالَ: لَا . وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ . قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ . قَالَ : أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ ؟ قَالَ : لَا . وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ . قَالَ : وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ . قَالَ : فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ ” .( أحمد والطبراني والبيهقي).

 فقد احتوى هذا الموقفُ على الأسلوبِ العاطفيِّ في الدعوةِ والتربيةِ، وظهر ذلك في: ( اُدْنُهْ )، ( فدنَا منه قريبًا ) .

بالإضافةِ إلى الإقناعِ بالأسلوبِ العقليِّ بقولِه: ( أتحبُّه لأمِكَ؟ )، ( أفتحبُّه لابنتِكَ؟ ) .

فعلينا أن نتأسَّى بهديهِ عليه السلامُ معلمًا ومربيًا لا سيما في التعاملِ مع المخطئِ ونفتحُ له بابَ التوبةِ والرجاءِ.

ومنها: أسلوبُ الرفقِ واللينِ : فعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَامَ أعرَابِّيٌ فَبَالَ في الْمَسْجِدِ، فَتَنَاوَلَهُ النَّاسُ فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم -:

” دَعُوهُ وَهَرِيْقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ، أوْ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَم تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ “. (البخاري).

قال النوويٌّ: ” فيه الرّفقُ بالجاهلِ، وتعليمُهُ ما يلزمُهُ من غيرِ تعنيفٍ ولا إيذاءٍ، إذا لم يأتِ بالمخالفةِ استخفافًا أو عنادًا، وفيه دفعُ أعظمِ الضررين باحتمالِ أخفهمَا”.

وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، قَالَ:

بَيْنَما أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَا ثُكْلَ أُمِّيَاهْ، مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي، لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ، وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوَ اللَّهِ مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي، قَالَ:

”إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ، لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ ”(مسلم) . فتأملوا هذا الأسلوبَ النبويَّ، فرغم أنَّ هذا الخطأَ كان من مبطلاتِ الصلاةِ، إلا أنه صلى الله عليه وسلم لم يعنِّفْ صاحبَهُ، ولم يُوبِّخْهُ، إنما علَّمَهُ برفقٍ وأسلوبٍ حسنٍ.

و منها: أسلوبُ التوبيخِ:

فهذا أبو ذر عيَّرَ رجلًا بأمهِ فقال له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ” يا أبَا ذَرٍّ أعَيَّرْتَهُ بأُمِّهِ؟ إنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ ” (البخاري) . وهذا الحديثُ يدلُّ على مشروعيةِ التأديبِ بالتوبيخِ، يقولُ الإمامُ ابنُ حجرٍ – رحمه اللهُ -: “وجهُ الاستدلالِ من الحديثِ على مشروعيةِ التأديبِ بالتوبيخ: أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عذلَ أبا ذرٍ رضي الله عنه وأدبَهُ باللومِ والتأنيبِ، بقولِهِ: (إنك امرؤٌ فيك جاهليةٌ)، لأجلِ مقالتهِ للرجلِ، وتعييرِه إياهُ بأمهِ، فدلَّ ذلك على جواز مثلِ هذا النوعِ من التأديبِ”. ( فتح الباري) .

ومنها: أسلوبُ تحفيزِ الأذهانِ بالسؤالِ:

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم-  قَالَ: ” أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ”(مسلم).

و منها: أسلوبُ ضربِ الأمثالِ: ومن ذلك قولُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” مَثَلُ9 الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً”. ( متفق عليه ).

-ومنها: أسلوبُ استخدامِ لغةِ الأرقامِ:

فعَن أبي كبشةَ الأنماريِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” ثَلَاثٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ. فَأَمَّا الَّذِي أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ: فَإِنَّهُ مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ ؛ وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلِمَةً صَبَرَ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ بِهَا عِزًّا ؛ وَلَا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ .”.( أحمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح).

فالتعليمُ بلغةِ الأرقامِ فيه سهولةٌ ويسرٌ على المتعلمِ؛ وذلك بحفظِ الأعدادِ وتذكارِهَا ؛ ويدلُّ على ذلك قولُهُ – صلى الله عليه وسلم – :

” ثَلَاثٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ؛ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ “.

ومن ذلك أيضًا ما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ :

” آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ , وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ , وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ “(متفق عليه ) .

ومنها: أسلوبُ المزاحِ والمداعبةِ:

فعن أنسٍ ـ رضي الله عنه ـ :” أن رجلًا أتَى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال يا رسولَ اللهِ : احملنِي ، قال النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنّا حاملوكَ على ولدِ ناقةٍ ، قال :

وما أصنعُ بولدِ الناقةِ ؟!، فقال النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهل تلدُ الإبلُ إلا النوق!؟” (رواه الترمذي ).

 فكان قولُهُ – عليه السلامُ – مداعبةً للرجلِ ومزاحًا معه، وهو حقٌّ لا باطلَ فيه؛ لأنّه كان لا يقولُ إلا صدقًا.

هذه هي الأساليبُ العلميةُ والتربويةُ والدعويةُ في مدرسةِ الحبيبِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ؛ وحريٌّ بالمعلمين والمعلماتِ والآباءِ والأمهاتِ ومَن يتولى هذه المهمةَ الشريفةَ، أنْ يقتفِيَ أثرَهُ ويهتدِيَ بهديهِ عليه الصلاةُ والسلامُ؛ ففيه الخيرُ كلُّ الخيرِ.

 

ثالثًا: الاقتداءُ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم في التربيةِ والتعليمِ

علينا أنْ نقتديَ بالنبيِّ – صلى الله عليه وسلم – في التربية والتعليمِ ؛ فقد ضربَ لنا المثلَ والقدوةَ في التربيةِ، مع الصغيرِ والكبيرِ ؛ والرجالِ والنساءِ ، وجميعِ أفرادِ المجتمعِ. فعن ابن عباسٍ قال كنتُ خلفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا فقال:

” يا غلامُ، إني أعلِّمُكَ كلماتٍ: احفَظِ اللهَ يحفَظْكَ، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَكَ، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أنْ ينفعوكً بشيءٍ، لم ينفعوكً إلا بشيءٍ قد كتبهُ اللهُ لك، وإنِ اجتمعوا على أنْ يضُرُّوكً بشيءٍ لم يضُروكَ إلا بشيءٍ قد كتبهٌ اللهُ عليك، رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفُ” ( أحمد والترمذي وصححه). وعن عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ يَقُولُ: 

كُنْتُ غُلَامًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” يَا غُلَامُ:

سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ” فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ.” ( البخاري ).

ألا فاعلموا أنكم مسئولون أمامَ اللهِ يومَ القيامةِ عن تربيةِ وتعليمِ أولادِكُم، وبين ذلك الرسولُ صلى الله عليه وسلم في قولِه:” كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ” (متفقٌ عليه) .

 ” قال العلماءُ: الراعي هو الحافظُ المؤتمنُ الملتزمُ صلاح ما قام عليه، وما هو تحت نظرهِ، ففيه أنّ كلَّ مَن كان تحت نظرهِ شيءٌ فهو مطالبٌ بالعدلِ فيه، والقيامِ بمصالحهِ في دينهِ ودنياه ومتعلقاتِهِ .” (شرح النووي).

إنّ سيرةَ نبيِّكُم صلى الله عليه وسلم زاخرةٌ بالمواقفِ التربويةِ والتعليميةِ:

التي ينبغي أنْ يستفيدَ منها المربون والمعلمون؛ بل والمتخصصون في أساليبِ التربيةِ والتوجيهِ ؛ لأننا قد أُمِرنَا أنْ نقتَدِيَ به في كلِّ أحوالِنا فهو قدوتُنَا وأسوتُنَا ومعلمُنَا ومرشدُنَا؛ مصداقًا لقوله تعالي:

{ لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [الأحزاب: 21] .

فعليكم إصلاحَ أولادِكم؛ والقيامَ عليهم ، والصبرَ والتصبرَ في تربيتِهم وتعليمِهم وتعويدِهم على الطاعةِ، واحفظوهُم من الضياعِ مع الشبابِ الفاسدِ الطائشِ ، قال صلى الله عليه وسلم: ” إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عما استرعاهُ ، أحَفِظَ أم ضيَّعَ ؟ حتى يُسألَ الرجلُ عن أهلِ بيتِه “( الترمذي وابن حبان بسند صحيح).

إنّ صلاحَ أولادِنا أنْ نغرسَ فيهم منهجَ نبيِّنا في جميعِ شئونِ الحياةِ، وذلك بتعليمِهم: الآدابَ النبويةَ؛ والصلاةَ والصومَ والاستئذانَ ودخولَ البيتِ وخروجَهُ ، وغير ذلك من الآدابِ التي حثَّنا عليها الشارعُ الحكيمُ.

نسأل اللهَ أنْ يرزقنَا علمًا نافعًا , وقلبًا خاشعًا , وبدنًا على البلاءِ صابرًا ،،،،،،

الدعاء،،،،                

             وأقم الصلاةَ،،،،      

                              كتبه : خادمُ الدعوةِ الإسلاميةِ

د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

و للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

و للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »